الام الاعتلال العصبي

ماهي آلام الاعتلال العصبي؟

الألم هو تجربة حسية وانفعالية مزعجة، تشكل إنذارا بوجود إصابة من نوع ما على مستوى معين في الجسم.

قد تكون هذه الإصابة على شكل التهاب، أو نقصان في وصول الأكسيجين إلى عضو معين، أو جرح في الجلد أو كسر في العظم، أو ضغط أو كدمة، إلى غير ذلك…. 

يرسل العضو المصاب إشارة إلى الجهاز العصبي المركزي، وهي عبارة عن رسالة عصبية يتم نقلها عبر الأعصاب الفرعية إلى الدماغ، حيث يتم تحليل هذه الرسالة وفك شفرتها فيشعر الإنسان عندها بإحساس الألم.

إذن فالإحساس بالألم يتم دائما بتدخل الجهاز العصبي المركزي والفرعي. فالأعصاب الفرعية تنقل الرسالة الحسية المؤلمة، والدماغ يقوم بقراءة هذه الرسالة وترجمتها، مولدا بذلك الإحساس بالألم.

آلام الاعتلال العصبي هي آلام ناتجة عن إصابة في الجهاز العصبي. يمكن أن تكون هذه الإصابة على مستوى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ أو النخاع الشوكي)، كما يمكن أن تكون على مستوى الأعصاب الفرعية.

ينتج عن إصابة الجهاز العصبي اضطراب في انتقال السيالة العصبية المؤلمة، فينتج توليد زائد للإحساس بالألم.

يمكن لهذه الآلام أن تكون مستمرة طيلة اليوم أو أن تأتي بشكل حاد ومتباعد على فترات.

 يمكن أن تكون هذه الآلام على شكل إحساس بالحرارة الشديدة، أو بالبرودة الشديدة، أو بالوخز أو التنمل، أوعلى  شكل صعقات كهربائية بين الحين والآخر.

من بين الآم الاعتلال العصبي الأكثر انتشارا، ألم العصب الوركي أو ما يصطلح عليه بعرق النسا أو فتق الظهر. وهو ألم ناتج عن تهيج أو ضغط شديد على العصب الوركي.

توجد أمراض أخرى يمكن  أن تعطي آلام الاعتلال العصبي ، من بينها التصلب اللويحي المتعدد، الجلطة الدماغية، مرض السكري، آلام العصب الخامس، إصابة بفيروس الزونا الذي يعطي طفحا جلديا في منطقة العصب المصاب، تتبعه بعد ذلك الآم شديدة في نفس المنطقة. 

تختلف وسائل العلاج باختلاف أسباب الألم وموضعه، ولكن هنالك مجموعة من العقاقير تعطى عموما كمهدئات للألم، نذكر من أهمها:

-عقار أميتريبتيلين وعقار ديلوكسيتين  وهي مضادات للاكتئاب، أثبتت فعاليتها علميا في الحد من آلام الاعتلال العصبي.

– عقار بريجابالين وعقار جابابنتين وهي في الأصل مضادات للصرع، أثبتت فعاليتها كذلك في  الحد من آلام الاعتلال العصبي.

عقار الكاربامازبين: وهو مضاد للصرع، يتم وصفه خاصة  في آلام العصب الخامس.-

بالإضافة إلى العقاقير هنالك وسائل أخرى للعلاج من بينها التحفيز العصبي الكهربائي عبر الجلد: وهي طريقة تعتمد على أقطاب كهربائية تثبت على الجلد  على مستوى منطقة الألم، وترسل هذه الأخيرة تيارا كهربائيا بتوتر منخفض إلى المنطقة المتألمة.

 رغم أن هذه الوسيلة العلاجية لم تثبت فعاليتها بشكل كبير على مستوى الدراسات العلمية الحديثة، إلا أنها تظل اختيارا مفيدا يمكن العديد من الأشخاص من الشعور بتحسن، مع العلم أنه علاج موضعي ليست له أعراض جانبية.

يمنع استخدام هذه  التقنية عند النساء الحوامل و عند المرضى الحاملين لجهاز منظم لضربات القلب.

في حالة الشعور بآلام الاعتلال العصبي، ينصح بعدم التأخر في استشارة طبيب الأعصاب، لأن التأخر في التشخيص قد يودي إلى تفاقم المشكل و تحول الألم إلى الآم مزمنة تستجيب بشكل ضعيف للعلاج.

ننصح كذلك بتجنب تناول الأدوية من دون وصفة طبية، وبعدم الإنصات إلى نصائح غير ذوي الاختصاص من الأهل والأقارب، لأن فعالية الأدوية تختلف بحسب سبب الألم، وتتباين من مريض إلى أخر.

الدكتورة مريم الطاهري
اختصاصية في أمراض الجهاز العصبي -وجدة- المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.