تختلف الطرق التي يفكر بها كل من الرجل والمرأة، فلكل سمات تميزه عن الآخر في التعاطي مع أمورهما الحياتية. فهل ذلك راجع لاختلاف أدمغتهما؟ هل بالفعل يمكن الحديث عن دماغ امرأة مختلف تماما عن دماغ رجل، أم أن الأمر يبقى نسبيا؟
توصل باحثون أمريكيون إلى أن أدمغة الرجال والنساء لها مسارات توصيل عصبية مختلفة، مما قد يفسر سبب تفوق أحدهما على الآخر في مهام معينة.
قام فريق البحث المنحدر من جامعة بنسلفانيا بتصوير أدمغة ما يقارب 1000 رجل وامرأة وفحصها، ووجدوا اختلافات مذهلة.
إذ بدت أدمغة الذكور وكأنها سلكية من الأمام إلى الخلف، مع القليل من التوصيلات التي تربط نصفي الدماغ. أما بخصوص الإناث، فتتقاطع المسارات العصبية لديهن، في كل من اليسار واليمين.
قد تفسر هذه الاختلافات لماذا يفضل الرجال أداء مهمة واحدة فقط، وينزعجون من القيام بالعديد من الأشياء في نفس الوقت.
في حين للنساء القابلية لتعدد المهام، كما أشار الباحثون في مجلة PNAS)).
خلاصة الدراسة، أن أدمغة الرجال تشهد تنظيما أكبر يسهل الربط بين الحواس والعمل المنسق، في الوقت الذي تعد فيه عقول النساء مصممة لتيسير الاتصال بين كل من أنظمة المعالجة التحليلية والعاطفية.
يختلف دماغي المرأة والرجل كذلك في منطقة الفصيص الجداري السفلي، والذي يميل إلى أن يكون أكبر عند الرجال.
يرتبط هذا الجزء من الدماغ بالمشكلات الرياضية، تقدير الوقت وسرعة التحكم.
اقترحت الدراسات الحديثة كذلك أن المخيخ الذي كان يعتقد أنه يشارك فقط في تنسيق الحركة، قد يكون مختلفًا قليلاً بين الجنسين وله تأثير فعلي على السلوك والتفكير على حد سواء.تختلف كيمياء الدماغ بين الرجال والنساء، فعلى الرغم من كونهما يعالجان نفس المواد الكيميائية العصبية، إلا أن تلك المعالجة تتم بشكل مختلف.
على سبيل المثال، السيروتونين (المرتبط بالسعادة والاكتئاب) لا يُعالج بنفس الكيفية عند النساء، مما قد يفسر السبب وراء تعرضهن للقلق والاكتئاب بشكل أكبر.
لدى النساء 10 أضعاف المادة البيضاء مقارنة بالرجال، بينما لدى الرجال 7 أضعاف المادة الرمادية مقارنة النساء. وللإشارة فالمادة البيضاء تتعامل مع المعلومات وتعالجها، بينما ترتبط المادة الرمادية بتوجيه المهام ومراكز العمل.
قام فريق من الباحثين بقيادة عالم النفس ستيوارت ريتشي بدراسة طبية طويلة لأشخاص يعيشون في المملكة المتحدة، خضعت مجموعة فرعية من المسجلين في الدراسة لمسح الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد بلغوا 2750 امرأة و2466 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 44 و 77 عامًا.
فحص ريتشي وزملاؤه أحجام 68 منطقة داخل الدماغ، بالإضافة إلى سمك القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية المجعدة للدماغ التي يُعتقد أنها مهمة للوعي، اللغة، الذاكرة، الإدراك والوظائف الأخرى.
تم التوصل إلى أن النساء لديهن قشرة دماغية أكثر سمكًا من الرجال، وقد ارتبطت القشرة السميكة بالدرجات المرتفعة في مجموعة متنوعة من اختبارات الذكاء العام والمعرفي.
كان لدى الرجال أحجام دماغ أكبر من النساء في كل مناطق ما تحت القشرة التي نظر إليها الباحثون، بما في ذلك الحُصين (الذي يلعب أدوارًا واسعة في الذاكرة والوعي المكاني)، اللوزة (العواطف، والذاكرة، واتخاذ القرار)، المخطط (التعلم، والتثبيط ومعالجة المكافآت)، والمهاد (معالجة ونقل المعلومات الحسية إلى أجزاء أخرى من الدماغ.
بمجرد النظر إلى مسح الدماغ، أو الطول لشخص ما تم التقاطه عشوائيًا في الدراسة، سيكون من الصعب على الباحثين تحديد ما إذا كان مصدره رجل أو امرأة. هذا يشير إلى أن دماغ كلا الجنسين، به أوجه شبه أكثر من أوجه الاختلاف المذكورة.
المراجع
http://www.bbc.com/news/health-25198063
https://www.scientificamerican.com/article/how-mens-brains-are-wired-differently-than-women/
https://www.learning-mind.com/male-brain-vs-female-brain-20-differences/
https://www.therenewalpoint.com/education/blog/the-difference-between-the-male-and-female-brain/