الوهن العضلي هو مرض ناتج عن اضطراب في جهاز المناعة بحيث ينتج هذا الأخير مضادات أجسام تهاجم المكونات الذاتية لجسم الإنسان عوض أن تهاجم العناصر الغريبة الدخيلة عليه (بكتيريا، سموم)
يمكن أن يصيب المرض جميع الفئات العمرية (أطفال، شباب أو شيوخ)، كما يمكن أن يصيب الذكور أو الإناث على حد سواء. لكنه يبقى أكثر انتشارا لدى النساء في سن الشباب .
تهاجم مضادات الأجسام الذاتية المنطقة التي تربط بين النهاية العصبية للعصب الحركي والعضلة التي تستقبل السيالة العصبية الحركية، فتعرقل بذلك توصيل الرسالة العصبية إلى العضلات.
من بين الأعراض الأكثر شيوعا:
- الشعور بالعياء و الإرهاق و لو بعد مجهود بسيط،
- صعوبة في المضغ، صعوبة في البلع،
- اختناق و سعال عند البلع نتيجة مرور الطعام في المجاري التنفسية،
- تغير في الصوت (غُنّة في الصوت، أو بحّة أو فقدان الصوت بشكل كلي)
- ارتخاء في الجفن العلوي لإحدى العينين أو كليهما،
- رؤية مزدوجة،
- صعوبة في إبقاء الرأس مرفوعا،
- صعوبة في حركة اليدين أوالقدمين
- صعوبة في الكلام بشكل مسترسل،
- صعوبة في التنفس قد تصل في الحالات القصوى إلى فشل تام في عضلات التنفس، مما يشكل خطورة على حياة المريض و يستدعي التدخل الطبي بشكل استعجالي.
هذه الأعراض تظهر و تختفي بشكل غير متوقع، و تزداد حدتها عند القيام بمجهود عضلي و لو كان بسيطا، أو مع التعب والعياء في آخر اليوم مثلا.
قد تبدو الأعراض بسيطة و غير مُقلقة، خاصة وأنها قد تختفي بشكل كلي لفترة معينة ثم تعود للظهور، وهذا يؤدي في حالات كثيرة إلى تأخر في التشخيص.
ينصح باستشارة طبيب الجهاز العصبي في حالة وجود الأعراض المذكورة سابقامن أجل تشخيص المرض بشكل مبكّر وبداية العلاجات اللازمة.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس من الضرورة أن يشعر المريض بجميع الأعراض السالفة الذكر، إذ من الممكن أن يشعر فقط ببعض منها، أو أن تختلف الأعراض في كل مرة عن المرة السابقة.
هنالك بعض العوامل التي تؤدي إلى الزيادة في حدة الأعراض أو ما يسمى بالانتكاسة، من أهم هذه العوامل:
- التعفنات و ارتفاع درجة الحرارة،
- تناول أدوية غير مسموح بها،
- اضطرابات في الهرمونات: خلل في عمل الغدة الدرقية، فترة الحمل أو ما بعد الولادة.
- الحوادث و الصدمات (سقوط، كسر، حادثة سير).
- العمليات الجراحية.
- التهاون في العلاج وعدم احترام مواعيد الأدوية.
تكمن خطورة الانتكاسة في احتمال حدوث فشل حاد في عضلات التنفس، مما يستدعي الإنعاش الطبي والتنفس الاصطناعي.
من الضروري استشارة الطبيب في حالة الشعور بزيادة في حدة الأعراض، من أجل التدخل السريع والحد من خطر الفشل في عضلات التنفس.
هناك مجموعة من الأدوية غير مسموح بها عند مرضى الوهن العضلي وهي الأدوية التي تسبب عموما ارتخاء في العضلات، منها مضادات القلق ومنها بعض أنواع المضادات الحيوية.
على الطبيب المعالج اختصاصي أمراض الجهاز العصبي أن يعطي لمريضه لائحة تستوفي جميع الأدوية الممنوعة لكي تظل في حوزته ويطلع عليها عند الحاجة.
يجب التنبيه إلى خطورة تفاقم المرض عند المرأة الحامل..
إذ تلاحظ زيادة في حدة الأعراض عند ثلث النساء الحوامل، كما أن بعض الأدوية الخاصة بالوهن العضلي يمكن أن توثر سلبا على المرأة الحامل أو على جنينها.
من جهة أخرى فإن الولادة يجب أن تتم تحت إشراف طبي، وبوجود مصلحة خاصة بإنعاش المواليد الجدد، لأن مضادات الأجسام المسؤولة عن المرض يمكن أن تمر من الأم إلى جنينها فيحصل لديه عند ولادته قصور حاد في التنفس يستوجب تدخل الطبيب بشكل استعجالي وربما اللجوء مؤقتا إلى التنفس الاصطناعي .
الدكتورة مريم الطاهري
اختصاصية في أمراض الجهاز العصبي -وجدة- المغرب