cerveau image

ماهي فوائد الصيام للدماغ ؟

يحمل الصيام في طياته العديد من الفوائد الصحية التي ماتزال تُكتشف يوما بعد يوم، والمرتبطة من طرف بعض الباحثين بالصيام المتقطع على وجه الخصوص.

يرى الخبير في هذا النوع من الصيام “مارك ماتسون”، ورئيس مختبر علوم الأعصاب في المعهد الوطني للشيخوخة (NIA) بأمريكا، ارتباط الصيام بتحسين الوظيفة الإدراكية وتقليل مخاطر الأمراض التنكسية العصبية.

فقد يلعب الصيام المتقطع دورًا مهما في منع أو تأجيل الاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر، كما أن الخلايا العصبية تتكيف مع الصيام ويتم تنشيط المسارات التي تزيد من مقاومة هذه الخلايا للإجهاد والاضطرابات التنكسية العصبية المرتبطة بالعمر.

أظهرت الفئران التي اتبعت نظام صوم متقطع مقارنة بالفئران العادية، تدهورًا أقل في الخلايا العصبية المرتبط بالعمر وأعراضًا أقل في نماذج مرض الزهايمر ومرض باركنسون وهنتنغتون.

الصيام لمدة 12 ساعة أو أكثر يتسبب في دخول الأحماض الدهنية إلى مجرى الدم / الكبد وتحويلها إلى كيتونات، وهي مصدر جيد للطاقة البديلة للخلايا. 

كما وجد ماتسون وآخرون أن كلاً من التمارين والصيام يزيدان من مستويات BDNFفي الدماغ، وهو عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، إذ يلعب هذا البروتين أدوارًا هامة في التعلم والذاكرة وتوليد خلايا عصبية جديدة في الحُصين.

لقد ثبت أن BDNF يلعب دورًا في المرونة العصبية، مما يسمح للدماغ بالاستمرار في التغيير والتكيف. يجعل عقلك أكثر مرونة في مواجهة الإجهاد وأكثر قدرة على التكيف مع التغيير، كما يساعد BDNF على حماية خلايا دماغك، وتحفيز الاتصالات والمشابك الجديدة وتحسين الحالة المزاجية، وقد ثبت أن الصيام المتقطع يعزز BDNF بنسبة 50-400٪! 

والأكثر إثارة للاهتمام، أن مستوى الأنسولين أثناء الصيام يبدو أن له علاقة عكسية مباشرة بالذاكرة. أي أنه كلما قلت نسبة الأنسولين في الدم أثناء الصيام، كلما لوحظ تحسن أكبر في درجة الذاكرة.

ومن فوائد الصيام أيضا أنه:  

يقلل من الالتهابات

ثبت أن الصيام المتقطع يقلل الالتهاب بشكل كبير، والذي يعد سبب العديد من الأمراض المزمنة التي نواجهها اليوم بما في ذلك مرض الزهايمر والخرف والسمنة السكري وغيرها. 

هناك العديد من الطرق لكيفية تقليل الالتهاب من خلال الصيام المتقطع، كالالتهام الذاتي الذي يحدث عندما يدمر الجسم الخلايا القديمة أو التالفة، فبقاء هذه الأخيرة في الجسم يسبب الالتهاب، بينما يحفز الصيام البلعمة الذاتية، مما يساعد الجسم على تطهير نفسه، وبالتالي تقليل الالتهاب.

يعزز هرمون النمو البشري

تم اكتشاف العديد من الفوائد لهرمون النمو البشري (GH)، منها مكافحة الشيخوخة وطول العمر، ولكن على وجه الخصوص تحسين الإدراك، وتوفير الحماية العصبية، وزيادة تكوين الخلايا العصبية.

أظهرت إحدى الدراسات أن هرمون النمو كان له تأثير وقائي للأعصاب، مما يحافظ على صحة وأداء دماغك، ولقد ثبت أن الصيام المتقطع يعزز بشكل طبيعي مستويات هرمون النمو.

يزيد من طاقتك

يعمل الصيام المتقطع كذلك على تعزيز التولد الحيوي للميتوكوندريا، وخلق واحدة جديدة. الميتوكوندريا هي بطاريات لخلاياك، تمتلئ كل خلية من خلاياك بمئات منها، إذ تمنحها شحنة للقيام بعملها، مهمتها هي أخذ الطعام الذي تتناوله وتحويله إلى طاقة.

تساعد الميتوكوندريا الدماغ على الحصول على المزيد من القوة والطاقة، ليصبح أكثر كفاءة وأطول عمرا.

تزداد الحدة الذهنية أثناء الصيام

لا شك أن الطعام لا يجعلنا نركز بشكل أفضل، إذ أثبتت الدراسات أيضًا أن الحدة الذهنية لا تقل مع الصيام. وجدت دراسة همت الحرمان “شبه الكامل” من السعرات الحرارية لمدة يومين عدم وجود تأثير ضار، حتى بعد الاختبار المتكرر للأداء المعرفي والنشاط والنوم والمزاج.

يشعر الناس دائمًا بالقلق من كون الصيام سيتعبهم، لكن في الواقع، له تأثير معاكس منشط. وفي تجربة على جرذان مسنة انخرطت في نظام الصيام المتقطع، تحسنت درجاتها في التنسيق الحركي والاختبارات المعرفية بشكل ملحوظ، كما تحسنت درجات التعلم والذاكرة لديها. ومن المثير للاهتمام، الزيادة في الاتصال الدماغي ونمو الخلايا العصبية الجديدة من الخلايا الجذعية. 

قد يمنع الصيام مرض الزهايمر

نظرًا لأن الزهايمر قد ينتج عن التراكم غير الطبيعي لبروتين تاو أو بروتين أميلويد، فقد يوفر الصيام فرصة تخليص الجسم من هذه البروتينات غير الطبيعية.

المراجع

https:// www.ihmc.us/stemtalk/episode007

https:// medium.com/@drbradysalcido/6-surprising-brain-power-benefits-of-intermittent-fasting

https:// www.dietdoctor.com/fasting-affect-brain

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *