ما هو اللعب؟
هو عمل ممتع وعفوي يقوم به الأطفال، يتأسس على أنشطة يتم القيام بها للتسلية الذاتية، والتي تنطوي على فوائد سلوكية، اجتماعية، نفسية وحركية..
ويعد اللعب جزءا لا يتجزأ من نمو الطفل، فإلى جانب التفكير المعرفي، يساعد اللعب الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية والنفسية و الحركية. إنها طريقة للتعبير عن مجموعة من الأحاسيس، كالفرح والخوف والحزن والقلق.
ماهي خصائص اللعب؟
- لا يخلو من النشاط والحيوية، حيث يستخدم الأطفال أجسادهم وعقولهم في اللعب من خلال التفاعل مع البيئة والمواد والأشخاص الآخرين؛
- يتسم بالمغامرة، عبر استكشاف الأطفال لمفاهيم غير معروفة أو جديدة، أثناء انخراطهم في ألعاب تخيلية مليئة بالمغامرة؛
- يمثل اللعب فرصة طبيعية للأطفال لتبادل المعلومات والمعرفة، إذ يمكن للأطفال التواصل لفظيًا، باستخدام الكلمات أو جسديا، بتوظيف المواقف وغيرها من الإشارات غير اللفظية. ويمكن أن تكون هذه الرسائل بسيطة، أو أكثر تعقيدًا؛
- ممتع : يمكن الأطفال في كثير من الأحيان من استشعار الإثارة والفكاهة. فبدلاً من اللعب من أجل الفوز، يجب أن يلعب الأطفال للعب والمتعة؛
- يتطلب التركيز : فمثلما يحتاج الكبار إلى التركيز أثناء العمل، الأطفال بدورهم في حاجته أثناء اللعب أيضًا.
- ذو معنى : فهو يوفر فرصًا للأطفال لفهم عالمهم. ومن خلال اللعب، يعالج الأطفال الأشياء التي رأوها وسمعوها، وما يعرفونه وما لا يعرفونه بعد؛
- تفاعلي : حيث يقدم اللعب فرصة فريدة وتكوينية للأطفال للمشاركة في التفاعلات الاجتماعية وبناء علاقات مع الأطفال والبالغين الآخرين؛
- علاجي : عندما يكون اللعب ممتعًا وجذابًا وذو مغزى، يمكن أن يكون علاجيًا للأطفال، باعتباره وسيلة طبيعية لتخفيف التوتر.
- تطوعي : اللعب مسعى تلقائي غير إجباري، يتم اختياره من قبل الطفل بمحض إرادته، ويمكن له تغييره بحرية.
ما هي أنواع اللعب؟
اللعب غير المشغول
حسب عالمة الاجتماع الأمريكية ميلدريد بارتن نيوهال، هذا النوع يعد “بداية” اللعب. إذ يحرك الرضيع أو الطفل جسمه بشكل عشوائي، دون أي غرض سوى الشعور بالسعادة والإثارة.
إنه أبسط أنواع اللعب، يتمتع فيه الطفل بحرية كاملة في التفكير والتحرك والتخيل ويمكن منحه بعض الأدوات المنزلية الآمنة لتحقيق غايته.
اللعب المستقل أو الانفرادي
يلعب الطفل بمفرده، مع القليل من الإشارة إلى ما يفعله الأطفال أو الكبار.
فبمجرد تمكن الطفل من الركض خارجا، يشرع في اللعب بشكل مستقل.
إن البدء في تشجيع هذا السلوك الصغير للطفل لقدرته على الاكتفاء باكتشافه الخاص، ستفيده جيدًا طوال الحياة.
ويمكن تحصيل هذا النوع من اللعب، من خلال بحث الطفل عن العصي في نزهة، أو قراءة كتاب أطفال تفاعلي، صندوق من الورق المقوى لألعاب مفتوحة لا حدود لها، مجموعات القطار، وغيرها من الألعاب الخيالية.
اللعب الموازي
على الرغم من استخدام نفس الألعاب، يلعب الطفل بجانب الأطفال الآخرين وليس معهم.
وبما أن اللعب هو تعلم كيفية الارتباط بالآخرين، فاللعب الموازي هو تلك المرحلة الأخيرة قبل أن يتصل الطفل بقرينه. وبالتالي، يكون على بعد خطوة واحدة من فهم كيفية التواصل مع أشخاص خارج أسرته.
في هذا النوع من اللعب، يمكن الاستعانة بكتل التكديس والفرز، كتب ملصقات..
اللعب الجماعي
هنا، يلعب الطفل مع أطفال آخرين، لكن لا ينظمون لعبهم نحو هدف مشترك. ويعد الوقت ملائما لتزويد غرفة ألعاب الطفل بالمستلزمات الفنية، لا سيما النوع الذي لا يحدث الفوضى.
الألعاب الهندسية، الحصى وغيرها من اللوازم الفنية المنظمة، كلها تخدم هذا النوع من اللعب.
اللعب التعاوني
تبدأ هنا رؤية بداية العمل الجماعي، فالطفل يلعب مع الآخرين لغرض مشترك. مما يساعده على تطوير قدراته في إعداد مشروع مدرسي، أو مسابقة رياضية. فالتفاعل والتواصل الاجتماعي، يمهدان الطريق للنجاح طوال الحياة.
ما تأثير التكنولوجيا على الأطفال؟
في مقابل اللعب الطبيعي المفيد لتطور قدرات الأطفال ونموهم العقلي والجسدي، تؤثر التكنولوجيا سلبا على هذه الفئة حتى لو تم استخدامها للعب الهادف.
فأحد أبرز الخبراء في تأثير التكنولوجيا على الأطفال والمراهقين “جين توينج”، يرى بأن “الأطفال الذين ولدوا بين عامي 1995 و2012، تزامنا مع طفرة الهواتف الذكية والإنترنت، تغيرت بشكل جذري طبيعة تفاعلاتهم الاجتماعية وصحتهم العقلية”.
إذ ارتبط البقاء أمام الشاشة المفرط لدى الأطفال بالتأخيرات في النمو وبمشاكل السلوك وإعاقات التعلم.
المراجع
http://www.healthofchildren.com/P/Play.html
https://www.canr.msu.edu/news/the_power_of_play_part_4_characteristics_of_play
https://www.healthline.com/health/parenting/types-of-play#6.-Cooperative-play
https://qz.com/1699489/experts-disagree-on-the-effects-of-technology-on-children/